• 000

مُعالجةُ القدم المُشوَّهة الحَنفاء بطريقة بونسيتي

مُعالجةُ القدم المُشوَّهة الحَنفاء بطريقة بونسيتي - كافةالقدمُ الحَنفاء هي تشوُّهٌ خِلقي شائع يُصيب مولوداً واحداً من بين كلِّ ألف مولود. ويُستخدم هذا التعبيرُ عندما تكون إحدى قدمي المولود أو كلتاهما ملتويةً نحو الداخل ومائلةً نحو الأسفل. القدمُ الحَنفاء لا تسبِّب الألم، ويمكن للعلاج المبكِّر لها أن يصُحِّحَ معظمَ الحالات. يمكن تشخيصُ حَنَف القدم عن طريق إجراء فحص جسدي، والفحص بالأشعَّة السينية، وفحوص أُخرى. يُمكن رؤيةُ القدم الحَنفاء قبلَ الولادة في بعض الأحيان، من خلال الفحص بالأمواج فوق الصوتية. تُعدُّ طريقةُ “بونسيتي” من أكثر خيارات العلاج شيوعاً. وهي تبدأ في أوَّل أسبوعين من حياة الطفل. ويكون هذا العلاجُ باستعمال الشدِّ والتجبير لتمديد الوتر وتقويم القدم. في معظم الأحيان، يجري قصُ وتر الكعب قبلَ وضع الجبيرة الأخيرة. وتُجرى هذه العمليةُ البسيطة تحت تأثير التخدير الموضعي، وتُسمَّى “بَضع الوتر”. يجب استخدامُ دعامة للحؤول دون عودة القدم الى وضعيتها الخاطئة. تتألَّف الدعامةُ من حذاء مُتَّصل بعارضة. من الواجب على الأهل اتِّباع نصائح اختصاصيي الرعاية الصحِّية للحيلولة دون انتكاس القدم. كما يجب استعمالُ الدعامة وفقَ تعليمات الطبيب طوالَ الفترة التي يُحدِّدها. إنَّ عدمَ الالتزام بتعليمات الطبيب قد يُؤدِّي إلى انتكاس القدم الحَنفاء. يجب ألاَّ تكونَ الدِّعامة مُؤلمة. وعلى الأهل فحص قدم الطفل للتحرِّي عن وجود بَثرات أو إزعاج، لأن هذا يستدعي تعديلَ الدُّعامة أو الحذاء فوراً.

مُقدِّمة

القدمُ الحَنفاء هي تشوُّهٌ خِلقي شائع يصيب مولوداً واحداً من بين كلِّ ألف مولود. ويُستخدَم هذا التعبيرُ عندما تكون إحدى قدمي المولود أو كلتاهما ملتويةً نحو الداخل ومائلةً نحو الأسفل. في حالة القدم الحَنفاء، تكون أوتار الساق والقدم أقصر مما يجب، ساحبةً بذلك القدم الى وضعية غير طبيعية مما يؤدي الى تشوه في العظم. يمكن تصحيح هذا التشوه عن طريق العلاج المُبكِّر. القدمُ الحَنفاء لا تسبِّب الألم، ويمكن لعلاجها في وقتٍ مبكِّر أن يُصحِّحَ معظمَ الحالات. تبقى القدمُ الحَنفاء ملتويةً إن لم تُعالج. يؤدِّي إهمالُ علاج القدم الحَنفاء الى عدم القدرة على المشي، والإصابة بالتهابات وألم مزمن في القدمين. ولكن، بفضل التطوُّر الطبِّي، يمكن علاجُ معظم حالات القدم الحَنفاء من غير تدخُّل جراحي. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي كيف يُمكن تشخيص الإصابة بتشوُّه القدم الحَنفاء، وكيف يُمكن علاجها باستخدام طريقة بونسيتي.

التشخيص

يمكن تشخيصُ حالة القدم الحَنفاء بسهولة عن طريق إجراء فحص جسدي. يقوم الأطبَّاءُ في بعض الأحيان باختبارات إضافية، كالفحص عن طريق الأشعَّة السينية مثلاً. يمكن رؤيةُ القدم الحَنفاء قبلَ الولادة من خلال الفحص بالأمواج فوق الصوتية. ولكن، لا يمكن البدءُ بالعلاج قبلَ الولادة، إلاَّ أنَّ التشخيصَ المبكِّر يساعد الأبوين على التحضير والتخطيط للعلاج. وتكون فرصةُ نجاح المعالجة أكبرَ كلَّما بدأت في وقت مُبكِّر أكثر. هناك طرقٌ مُختلفة لمعالجة القدم الحَنفاء. ويتناول هذا البرنامجُ طريقةَ بونسيتي في معالجة هذه الحالة. بجب عندَ اختيار هذه الطريقة في المُعالجة اللجوءُ إلى طبيب تلقَّى تدريباً على استخدامها.

المعالجةُ بطريقة بونسيتي

يبدأ علاجُ القدم الحَنفاء في مرحلة الطفولة عادةً. وتُعدُّ طريقةُ “بونسيتي” من أكثر خيارات العلاج شيوعاً. يبدأ هذا العلاجُ في أوَّل أسبوعين من حياة الطفل. ولكن، يُمكن التوصُّلُ الى نتائج مُرضِية لبعض الحالات، حتَّى عندَ بدء العلاج في سنِّ المُراهقة. جرى تطويرُ طريقة بونسيتي من قِبل الدكتور إغناسيو بونسيتي في أربعينيات القرن الماضي. وبلغت نسبةُ نجاحها أكثر من 95٪. تتألَّف طريقةُ بونسيتي من ثلاث مراحل: أوَّلاً، الشدُّ والتجبير من أجل زيادة طول الوتر وتقويم القدم. وتستمرُّ هذه المرحلةُ من ثلاثة إلى ثمانية أسابيع. ثانياً، قطعُ وتر الكعب قبلَ وضع الجبيرة الأخيرة. ومن الواجب الإبقاء على الجبيرة الأخيرة مدَّةً تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع لإتاحة الوقت للوتر حتَّى يلتئم. ثالثاً، تدعيمُ القدمين. يجري وضعُ الدِّعامة فترةَ 23 ساعة يومياً ولمدَّة ثلاثة أشهر في بادئ الأمر. وبعدَ ذلك، يجري وضعُ الدِّعامة خلال ساعات القيلولة النهارية والنوم في الليل مدَّةَ أربع أو خمس سنوات تقريباً. سوف يجري شرحُ كُلِّ مرحلة من هذه المراحل في الفقرات اللاحقة. يمارس الأهلُ دوراً حاسماً في نجاح العلاج بطريقة بونسيتي عندَ أطفالهم.

الشدُّ والتجبير

في طريقة بونسيتي، يجري شدُّ القدم المُصابة وتحريكها بلطف باتِّجاه الوضعيَّة الصحيحة. يجري وضعُ جبيرة جِبسيَّة طويلة تمتدُّ من أصابع القدم حتى قمَّة الفخذ لتحافظَ على الوضعية الجديدة للقدم. ويجب أن تمتدَّ الجبيرةُ من أصابع القدم حتَّى الفخذ لتثبيت القدم بشكل تامٍّ، والسماح بشدِّ الأوتار إلى الحدِّ الأقصى. أمَّا جبائرُ القدم القصيرة فهي غيرُ فعَّالة، لأنَّها تسمح للقدم بالتحرُّك والانزلاق من الجبيرة. يجب تبديلُ الجبيرة كُلَّ أربعة أيَّام أو كلَّ أسبوع، لأنَّ الأطفال يكبرون بسرعة. ويجري شدُّ القدم المُصابة وتحريكها من جديد، ثُمَّ توضع جبيرةٌ جديدة. كما يجري تكرارُ عمليَّة الشدِّ والتجبير عادة من خمس مرَّات إلى ثمانية لمدَّة إجماليَّة تمتدُّ من ثلاثة أسابيع إلى ثمانية أسابيع، حتَّى الوصول إلى الوضعيَّة الصحيحة. يجب فحصُ الجبيرة ومُعالجة القدم بانتظام من المشاكل التي قد تحدث. كما ينبغي فحصُ الجبيرة بشكل متكرِّر للتأكُّد من أنَّها لم تنزلق من مكانها. ينبغي ألاَّ تُؤدِّي الجبيرةُ، إذا وُضعت على نحوٍ صحيح، إلى التأثير في تدفُّق الدم. كما يجب أن تعودَ أصابعُ قدمي الطفل إلى اللون الورديِّ بسرعة بعدَ ضغط لطيف. ولكن، ينبغي مُراجعةُ الطبيب فوراً إذا لم يحدث ذلك. لابدَّ من مُراجعة الطبيب إذا أصبح الجلدُ على حُواف الجبيرة مُتقرِّحاً أو أحمرَ اللون أو مُتهيِّجاً. كما ينبغي مُراجعةُ الطبيب أيضاً إذا أصبحت أطرافُ أصابع القدمين مسحوبةً إلى الخلف داخل الجبيرة.

قصُّ وتر الكعب

في معظم الأحيان، يجري قصُّ وتر الكعب قبلَ وضع الجبيرة الأخيرة. وهو الوترُ الواصل بين الكَعب وعضلة رَبلة الساق (عضلات الساق الخلفية)، حيث تُجرى هذه العمليةُ تحت تأثير التخدير الموضعي باستعمال مِشرَط رقيق جدَّاً. وتُسمَّى هذه العمليَّةُ بَضعَ الوتر. يجب تركُ الجبيرة الأخيرة مدَّةَ أسبوعين أو ثلاثة؛ وهذا ما يمنح وترَ الكعب الوقتَ الكافي للشفاء. وعندَ إزالة الجبيرة الأخيرة، يكون وترُ الكعب قد شُفي، ونما من جديد إلى الطول المناسب. يجب مُراجعةُ الطبيب فوراً إذا حدث تقطُّر للدم من الجبيرة. أمَّا الكميَّةُ الصغيرة من النزف الذي يُؤدِّي إلى لطخة بطول 2.5 سم على الجبيرة فتُعدُّ شيئاً طبيعياً. لابدَّ من الحرص على مراجعة الطبيب إذا ظهرت أيَّةُ علامة للالتهاب. وتشمل علاماتُ الالتهاب أو العدوى:

  • الحُمَّى.
  • القشعريرة.
  • مُفرزات مائلة للخُضرة تخرج من الجبيرة.

 

التدعيم

يمكن تصحيحُ معظم حالات القدم الحَنفاء عن طريق الشدِّ والتجبير. ولكن، يمكن للقدم الحَنفاء أن تنتكسَ بعدَ عمليَّات الشدِّ والتجبير إذا لم تكن العنايةُ بها مناسبة. يجب أن يضعَ الطفلُ دعامةً للحيلولة دون عودة القدم الى وضعيتها الخاطئة. وتتألَّف الدعامةُ من حذاء مُتَّصل بعارِضة. تمنع الدعامةُ عودةَ القدم إلى وضعيَّتها الخاطئة عندما تنمو وتتطوَّر. يوصي الطبيبُ بإعداد الدِّعامة خلال آخر جلسة شدِّ وتجبير. ويجب أن تكونَ الدِّعامةُ مُخاطةً ومُناسبة للطفل، كما ينبغي أن تكونَ جاهزةً عندما ينزع الطبيبُ آخرَ جبيرة. يحتاج مُعظمُ مرضى القدم الحَنفاء، الذين عولجوا باستعمال طريقة بونسيتي، إلى استعمال الدِّعامات مدَّةَ أربع سنوات أو خمس سنوات. ويجري ارتداءُ الدعامة لمدَّة 23 ساعة يومياً في بادئ الأمر طوالَ ثلاثة أشهر. وبعد ذلك، يجب ارتداءُ الدعامة خلال ساعات القيلولة النهارية وفي الليل فقط لمدَّة أربع سنوات أو خمس سنوات تقريباً. يجب مُراجعةُ الطبيب بشكل مُنتظم خلال فترة استعمال الدِّعامة، ويُفضَّل أن تجري المراجعةُ كلَّ ثلاثة أو ستَّة أشهر. كما يجب إحضارُ الدِّعامة مع المريض في كُلِّ زيارة إلى الطبيب من أجل المتابعة. من الواجب على الأهل اتِّباعُ نصائح اختصاصيي الرعاية الصحِّية للحيلولة دون انتكاس القدم. لذلك، فمن المهم جداً أن يتابعَ الأهلُ علاجَ الطفل عن طريق استعمال الدِّعامة وفقاً لإرشادات الطبيب، إضافةً إلى التقيُّد بالفترة الزمنيَّة المُحدَّدة. إنَّ عدمَ اتِّباعِ توجيهات الطبيب يُمكن أن يُؤدِّي إلى عودة القدم الى وضعيَّتها الخاطئة. وهذا ما قد يعني المزيدَ من عمليَّات الشدِّ والتجبير والتدعيم الإضافية. إنَّ التدعيمَ ضروريٌّ للمُحافظة على التغيير بشكل دائم. لكنَّ الأهلَ يُخطِئون أحياناً بإعطاء طفلهم “فاصلاً” أو “استراحة” من الدِّعامة. إنَّ عدمَ استعمال الدِّعامة، حتَّى إذا كان ذلك لبضعة أيَّام فقط، يُمكن أن يجعلَ العودةَ إلى مسار العلاج من جديد أمراً صعباً. على الأهل السعيُ لجعل الدِّعامة شيئاً مُسليَّاً في نظر الطفل، حيث يُمكن تزيينُ الحذاء مثلاً، أو حياكة غطاء مُضحك للحذاء والعارضة معاً. يدعو الكثيرُ من الأهالي ذلك الشيءَ باسم “الحذاء السحري”. ويزعمون أنَّه سيجعل أطفالَهم يركضون بسرعة أكبر، أو يقفزون بشكل أعلى، أو يرقصون بصورة أجمل. على الأهل التحلِّي بالروح الإيجابية، ولكن مع الحزم فيما يتعلَّق بارتداء طفلهم للدعامة؛ وعندها سيطيعهم الطفل. يجب على الأهل التأكُّدُ من أنَّ الدِّعامة مربوطةٌ أو مشدودة بشكلٍ جيِّد. إذا لم تكن الدعامةُ مربوطةً أو مشدودةً بإحكام، فإنَّ القدمَ يُمكن أن تدورَ داخل الحذاء وتحتكَّ به مُسبِّبة تقرحات مُؤلمة. إذا لاحظ الأهلُ وجودَ تقرحات، فإنَّ عليهم مُعالجتها فوراً، والتأكُّد من أنَّ قياسَ الدِّعامة مُناسب. ينمو الأطفالُ بسرعة. لذلك ينبغي استبدالُ الدِّعامات أو الأحذية الخاصَّة بالطفل بشكلٍ يتناسب مع نموِّه. على الأهل فحصُ الدِّعامات بانتظام للتأكُّد من أنَّها لا تزال في حالة جيِّدة. على الأهل التشاورُ مع الطبيب حولَ الزاوية المُناسبة للدِّعامة، وفحص الدِّعامة بانتظام للتأكُّد من أنَّها موضوعةٌ بالزَّاوية الصحيحة. قد تنحلُّ البراغي أو ينكسر السلكُ المُوصل أحياناً. إنَّ معرفة الزاويةَ الصحيحة تجعل من السهل تثبيت الدِّعامة من جديد.

القدمُ الحَنفاء المُرَكَّبة

يُمكن تصنيفُ عدد قليل من حالات القدم الحَنفاء كحالات غير نموذجيَّة، أو مُركَّبة. وتكون مُعالجةُ هذه الحالات أكثرَ صُعوبة. ولكنَّها تبقى قابلةً للمُعالجة دون جراحة بواسطة إدخال تعديلات مناسبة على طريقة بونسيتي. قد يكون لدى الطفل قدمٌ حَنفاء غير نموذجيَّة أو مُركَّبة إذا كان يُعاني من واحد أو أكثر من الأعراض السبعة التالية:

  1. قدم قصيرة سمينة أو مُتورِّمة.
  2. إبهام القدم قصير مُتَّجه نحو الأعلى.
  3. تجعُّد يجتاز أخمص القدم من جهة إلى أُخرى.
  4. تجعُّد عميق في الجلد فوق الكعب.
  5. منطقة الكعب مُنحرفة بشدَّة نحو الداخل.
  6. القدم مثنيَّة بشدَّة نحو الأسفل، ووتر الكعب مشدودٌ بشدَّة وعريض وطويل.
  7. عضلات الربلة صغيرة جدَّاً ومضمومة معاً تحت الركبة من الخلف.

إنَّ وجودَ عَرَض واحد فقط من هذه الأعراض عندَ الطفل لا يعني دائماً أنَّ لدى الطفل قدماً حَنفاء مُركَّبة. ولذلك، يجب أن يستشيرَ الأهلُ الطبيبَ إذا لاحظوا أنَّ لدى طفلهم أيَّ عرضٍ من هذه الأعراض السبعة. يجب أن يستشيرَ الأهلُ الطبيبَ إذا لاحظوا أيَّةَ علامة من العلامات التي تشير إلى وجود مشاكل في المُعالجة. ومن هذه العلامات انزلاقُ الجبيرة (تبدو القدمُ متحرِّكةً إلى الأعلى داخل الجبيرة)، أو التقرُّحاتُ على ظاهر القدم أو الكعب، أو أنَّ الجبيرة تغدو منزوعةً من مكانها. يجب نزعُ الجبيرة فوراً إذا انزلقت من مكانها، وإلاَّ فإنَّها ستُؤذي القدمَ أو الجلد. إنَّ الجبائرَ الجبسيَّة هي الخيارُ الأفضل لعلاج حالات القدم الحَنفاء المُركَّبة، لأنَّ قولبةَ الجبائر اللدنة وجبائر الزجاج الليفيِّ أكثر صعوبة. وهي يُمكن أن تنزلقَ من مكانها أو تنفتل. لا تحتاج القدمُ الحَنفاء غير النموذجيَّة إلى جبائر أكثر من القدم الحَنفاء النموذجيَّة عندما يكون العلاجُ دقيقاً. وكما في طريقة بونسيتي العادية، فإنَّ قطعَ وتر الكعب يجري قبلَ وضع الجبيرة الأخيرة. تُترَكُ الجبيرةُ الأخيرة في مكانها ثلاثةَ أسابيع من أجل الشفاء. ويستمرُّ التحسُّنُ في مظهر القدم وطولها وثباتها بضعةَ أشهر بعدَ التصحيح عادة. تكون زاويةُ القدم في أثناء وضع الجبيرة الأخيرة 30 درجة فقط، بالمقارنة مع 60-70 درجة في القدم الحَنفاء النموذجيَّة. كما أنَّ الدعامةَ يجب أن توضعَ أيضاً باستدارة تبلغ 30 درجة فقط باتِّجاه الخارج للحذاء في القدم المُصابة. ومع تحسُّن القدم بمرور الوقت، فإنَّ الزاويةَ يجب أن تزدادَ تدريجيَّاً حتَّى تصلَ في نهاية المطاف إلى 50-60 درجة. تستغرق هذه العمليَّةُ من ستَة إلى ثمانية أشهر تقريباً بشكلٍ عام.

الجراحة

تتنكس القدمُ الحَنفاء أحياناً حتَّى عندَ استعمال التدعيم المُناسب، أو أنَّها تكون عصيَّةً على التصحيح. قد ينصح الطبيبُ بعمليَّة جراحيَّة تُسمَّى نقلَ الوتر الظُّنبوبي الأمامي في حال انتكاس القدم الحَنفاء. ويجري في هذه العمليَّة تبديلُ موضع أحد أوتار القدم، ممَّا يساعد على سحبها إلى وضعيَّة أكثر صِحَّة. هناك أنواعٌ أُخرى من الجراحة التي يُمكن أن تُساعدَ في حالات خاصَّة، أو في حالات أكثر تعقيداً. يُناقش الطبيبُ هذه العمليَّاتِ مع الأهل إذا كان يعتقد أنَّ الطفلَ يحتاج إلى إحداها. ولكنَّ الجراحةَ التصحيحيَّة الشاملة تكون ضروريَّةً في أقلَّ من 2-5٪ من الحالات.

الخُلاصة

القدمُ الحَنفاء هي تشوُّهٌ خِلقي شائع يصيب مولوداً واحداً من بين كلِّ ألف مولود. ويُستخدَم هذا التعبيرُ عندما تكون إحدى قدمي المولود أو كلتاهما ملتويةً نحوَ الداخل ومائلةً نحو الأسفل. القدمُ الحَنفاء لا تسبِّب الألم. ويمكن لعلاجها في وقت مبكِّر أن يصُحِّحَ معظمَ الحالات. يمكن تشخيصُ القدم الحنفاء عن طريق إجراء الفحص الجسدي، والفحص بالأشعَّة السينية، وفحوص أُخرى. كما يُمكن رؤيةُ القدم الحَنفاء قبلَ الولادة في بعض الأحيان من خلال الفحص بالأمواج فوق الصوتية.
يبدأ علاجُ القدم الحَنفاء منذ الطفولة عادة. وتُعدُّ طريقةُ “بونسيتي” من أكثر خيارات العلاج شيوعاً. كما يبدأ هذا العلاجُ في أوَّل أسبوعين من حياة الطفل. وهو يتألَّف من استعمال الشدِّ والتجبير لتمديد الوتر وتقويم القدم. في معظم الأحيان، يجري قصُّ وتر الكعب قبلَ وضع الجبيرة الأخيرة. وهو الوترُ الواصل بين الكَعب وعضلة رَبلة الساق (عضلات الساق الخلفية)، ويكون إجراءُ هذه العملية البسيطة تحت التخدير الموضعي؛ وهي تُسمَّى “بَضعَ الوتر”. يجب الحرصُ على مُراجعة الطبيب إذا ظهرت كميَّةٌ كبيرة من النزف، أو إذا ظهرت علاماتُ التهاب كالحُمَّى والقشعريرة ومُفرزات مُخضرَّة تخرج من الجبيرة. يجب أن يضعَ الطفلُ الدِّعامةَ لمنع القدم من العودة إلى وضعيَّتها الخاطئة. وتتألَّف الدِّعامةُ من حذاء مُتَّصل بعارضة. على الأهل اتِّباعُ تعليمات الطبيب للحيلولة دون انتكاس القدم. لذا من المهمِّ جداً أن يتابعَ الأهلُ علاجَ الطفل عن طريق استعمال الدعامة وفقاً لتعليمات الطبيب، والتقيُّد بالفترة الزمنيَّة المُحدَّدة. إنَّ عدمَ اتِّباع توجيهات الطبيب يُمكن أن يُؤدِّي إلى عودة القدم الى وضعيَّتها الخاطئة. يجب ألاَّ تكونَ الدعاماتُ مُؤلمة. كما يجب على الأهل البحثُ عن التقرحات أو مظاهر الإزعاج الناجم عن الدِّعامة، وتصحيح وضعيَّة الدِّعامة أو الحذاء فوراً. تتنكس القدمُ الحَنفاء أحياناً أو لا تستجيب للمعالجة بالشَّدِّ والتجبير. وقد تكون الجراحةُ ضروريَّةً في مثل هذه الحالات. قد تشتمل احتمالاتُ الجراحة على نقل الوتر الظُّنبوبي الأمامي والجراحات التي تُحَرِّر الأوتارَ المشدودة. يجب استشارةُ اختصاصيِّ الرعاية الصحيَّة في حال وجود أيَّة أسئلة تتَّصل بالقدم الحَنفاء وطرق علاجها.

تقلا عن : موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمحتوي الطبي

تعليق باستخدام فيسبوك

شاهد أيضاً

الجنف والصلب المشقوق (انحناء العمود الفقري)

الجنف Scoliosis   الجَنَف Scoliosis , تُنطق (إسكوليوسيس) و تعني باللغة الأغريقية (اللاتينية) الإنحناء. طبياً …