نظرة عامة – عدم القذف
تعريف عدم القذف هو عدم القدرة على قذف السائل المنوي. في هذه الحالة، يستطيع الرجل إنتاج الحيوانات المنوية ولكن لا يستطيع اخراجها من خلال عملية قذف طبيعية. وبالرغم من ذلك، غالبًا ما يكون “عدم القذف” مصحوبًا بإحساس طبيعي بالنشوة.
يمكن تصنيف عدم القذف إلى عدة فئات:
عدم القذف الظرفي: عدم القذف الظرفي هو عدم القدرة على القذف في بعض الظروف وليس كلها. يحدث هذا النوع من عدم القذف غالباً بسبب التوتر في مواقف محددة مثل التواجد في عيادة الطبيب, حيث يتوتر بعض الرجال عندما يُطلب منهم إعطاء عينة سائل منوي في أي لحظة. وبالإضافة إلى ذلك، إذا كان الرجل يستطيع القذف أثناء الجماع ولا يستطيع القذف أثناء الاستمناء أو العكس فهذا يعتبر عدم قذف ظرفي.
عدم القذف الكلي: عندما يفتقد الرجل القدرة على القذف كليًا سواء أثناء الجماع أو الاستمناء، في المنزل أو في العيادة. ويمكن تقسيم عدم القذف الكلي إلى:
- عدم القذف المصحوب بعدم الوصول للنشوة – الرجل الذي لا يستطيع الوصول للنشوة أثناء اليقظة، ولكن بإمكانه القذف والوصول للنشوة أثناء النوم ليلًا. في هذه الحالات، غالبًا توجد أسباب نفسية بخلاف الأسباب الجسدي
- عدم القذف مع الوصول للنشوة – بإمكان الرجل الوصول للنشوة، ولكن لا يستطيع القذف، وقد يرجع سبب ذلك إلى انسداد الأنابيب أو تضرر الأعصاب أو قد يكون بسبب القذف العكسي حيث يتجه السائل المنوي إلى المثانة بدلًا من الخروج من خلال رأس العضو الذكري.
أيضًا يمكن تصنيف عدم القذف إلى :
– عدم القذف الأولي: هو عدم قدرة الرجل على القذف على مدار حياته.
– وعدم القذف الثانوي: هو عدم قدرة الرجل على القذف بعد فترة من ممارسة حياة جنسية طبيعية.
حالات عدم القذف
يحدث عدم القذف عندما تفشل البروستاتا والحويصلات المنوية من طرد السائل المنوي إلى الإحليل. وتحدث هذه المشكلة لعدة أسباب:
إصابات النخاع الشوكي
الحالات التي تؤثر على الجهاز العصبي (مثل مرض الشلل الرعاش، التصلب العصبي المتعدد، السكري، الصلب المشقوق، الخ.)
الإصابة بصدمة جسدية في منطقة الحوض / الأربية
العلاج الجراحي لسرطان الخصية أو أي إصابة بالسرطان قد تتطلب استئصال الغدد الليمفاوية الموجودة بحيز خلف الصفاق (المنطقة التي تقع خلف تجويف البطن)
الجراحات التي قد تتسبب في تضرر منطقة الحوض (مثل جراحات البروستاتا أو المثانة أو البطن التي قد تسبب تلف أو إصابة الأعصاب)
بعض أدوية الضغط والبروستاتا والاكتئاب قد تتسبب فى انعدام القذف
نقص هرمون الذكورة او هرمونات الغدة النخامية
أحيانًا، قد تلعب العوامل النفسية دورًا (مثل: القلق، المشكلات الزوجية، الخوف من حدوث حمل). وقد وُجد أن عدم القذف الظرفي قد يرجع إلى مثل هذه العوامل.
هل يستطيع الرجال الذين يعانون من عدم القذف إنجاب الأطفال؟
نعم، بإمكان الرجال الذين يعانون من عدم القذف الإنجاب. حيث يستطيع هؤلاء الرجال إنتاج الحيوانات المنوية حتى وإن لم يكن بإمكانهم قذف السائل المنوي. ويمكن تحفيز القذف من خلال الإجراءات الطبية ويمكن استرجاع الحيوانات المنوية بطرق أخرى. وبعدها يمكن استخدام الوسائل المساعدة على الإنجاب (مثل التلقيح الصناعي و الحقن المجهري) للمساعدة في حدوث الحمل.
علاج عدم القذف
يوجد العديد من خيارات العلاج للرجال الذين يعانون من عدم القذف؛ وهدفها الرئيسي هو استخراج السائل المنوي من أجل استخدامه في الوسائل المساعدة على الإنجاب.
كثيراً ما يمكن علاج عدم القذف الظرفي أو الوقاية من حدوثه بوسائل بسيطة كجعل الرجل يشعر براحة أكثر (مثل: عدم وجود طوابير انتظار في العيادة وهدوءها، أو يقوم الرجل بجمع عينة السائل المنوي في البيت). وإذا كان عدم القذف لأسباب نفسية، فغالبًا يمكن علاجه بمعايير بسيطة مثل الاستشارات النفسية أو الجنسية. ويجب عليك التحدث مع طبيبك لمناقشة أفضل الحلول لك.
عندما يكون السبب في عدم القذف مشكلة جسدية فيجب عليك مراجعة الطبيب لتحديد السبب والتعرف على ما يحدث وما يجب فعله. قد يكون العلاج سهلًا مثل قيامك بتغيير نوع الدواء بعد استشارة طبيبك. قد تكون بحاجة إلى تقليل أو الامتناع عن شرب الكحوليات أو التوقف عن تناول الأدوية المأخوذة دون وصفة طبية.
بالنسبة للأسباب الجسدية الأخرى المتسببة في عدم القذف، العلاج هو استخدام جهاز الذبذبات ( ويسمى بالهزاز المحفز للعضو الذكري). باستخدام هذا العلاج، تنتشر الذبذبات على طول الأعصاب الحسية حتى تصل إلى الحبل الشوكي لتسبب القذف. يوجدهزاز صُمم بصورة تسمح له بنشرالذبذبات على رأس العضو الذكري والمنطقة المحيطة. يقوم الهزاز بتحفيز القذف عند % 60 من الرجال. أما بالنسبة للرجال الذين يعانون من إصابات بالحبل الشوكي – فبحسب نسبة الإصابة – قد لا يفيد استخدام هذه التقنية.
في حال فشل العلاج بالهزاز، يمكن استخدام طريقة القذف الكهربائي. وهذا يتطلب تحفيز كهربائي مباشر للأعصاب ويتم تحت تخدير كلي.
حقق علاج عدم القذف باستخدام العقاقير معدلات نجاح منخفضة مقارنة بالهزاز المحفز والقذف الكهربائي ولذا لا يفضل العلاج باستخدام العقاقير.
في حالة وجود انسداد بسبب عدوى، يمكن علاج ذلك أحياناً بعملية جراحية مع الحفاظ على الوظيفة الجنسية.
إذا لم تنجح الوسائل السابقة وكان الهدف الرئيسي هو التخصيب, فبإمكان الطبيب المدرب استخراج الحيوانات المنوية من الخصيتين وإجراء عملية أطفال الأنابيب (IVF) أو الحقن المجهري لحيوان منوي واحد (ICSI).
ما هو القذف الكهربائي؟
هو استخدام محفز كهربائي لحث القذف, عن طريق تحفيز الأعصاب المسئولة عن القذف. و يتم ذلك عن طريق إدخال مسبار مدهون بمادة زلقة، يُسمى بالقاذف الكهربائي, إلى المستقيم والقيام بعمل تنبيهات كهربائية. عادةً يتطلب هذا الأمر عمل تخدير كُلي, ما عدا في بعض حالات إصابة الحبل الشوكي بصورة كاملة.
يتم إدخال المسبار إلى المستقيم خلف البروستاتا ويتم عمل التنشيط الكهربائي لمدة تتراوح ما بين خمس إلى سبع دقائق. وفي خلال هذه الفترة, يتم زيادة التحفيز تدريجيًا حتى يقذف الرجل. عندها يتم جمع عينة السائل المنوي ومعالجتها وتحليلها للتأكد من جودة السائل المنوي. إذا كانت العينة عالية الجودة، عندها يمكن استخدامها في عملية التلقيح الصناعي.
بالرغم من نجاح % 90 من الرجال في تحقيق القذف بعد استخدام القذف الكهربائي إلا أن ثلثهم تقريبًا يتعرض لارتداد القذف الى المثانه وقد نشك فى ذلك إذا تم الحصول على كمية غير كافية من السائل المنوي ولذلك يجب فحص البول للتأكد من وجود سائل منوي وبالتالى يتم استخلاصه من المثانة لعمل التلقيح الصناعي.
العيب الرئيسي في استخدام القذف الكهربائي هو انخفاض جودة السائل المنوي، بالرغم من تحسن جودته بعد تكرار القذف. لذا، غالبًًًا ما يكون القذف الكهربائي هو الخيار الثاني للعلاج بعد فشل جلسات متعددة من استخدام العلاج بالهزاز المحفز.
وفي حالة فشل القذف الكهربائي أو في حالة انخفاض جودة السائل المنوي الناتج عن هذا الإجراء، فإن كثيرًا من الأزواج يلجؤون إلى أطفال الأنابيب.
نقلا عن موقع : جمعية الشرق الأوسط للصحة الجنسية