الأمهات يأملن أن تكشف الأشعات عن التشوهات في وقت مبكر
حذرت جمعية خيرية طبية من أن عدد التشوهات الخلقية قد ارتفع خلال السنوات الخمس الماضية.
وتقول “مؤسسة أبحاث العيوب الخلقية” في بريطانيا إن بعض أنواع التشوهات قد ازداد بنسبة 50% في المئة خلال هذه الفترة.
وتقدر المؤسسة إن واحدا من كل ستة عشر مولودا يولد وهو يحمل عيبا أو أكثر من العيوب الخلقية، مثل انفلاق الحنك أو الشفة الأرنبية، أو تشوه اليدين أو القدمين، التي ترتفع بمعدل ست مرات فوق التقديرات الرسمية.
وتقول المؤسسة إن السبب في ذلك يعود إلى أن تقديراتها تأخذ في الحسبان كل التشوهات وليس فقط الخطيرة منها.
كذلك فإن بعض التشوهات لا تظهر للعيان إلا بعد فترة طويلة، وإن الإحصائيات الرسمية تعتمد على التسجيل الطوعي فقط.
وتشير الإحصائيات من المكتب المركزي للإحصاء إن هناك 7284 طفلا ولدوا عام 2000 قد سجلوا في السجل العام لذوي العاهات الطبيعية.
وتقوم المؤسسة بحملة إعلامية يوم الاثنين القادم بهدف توعية الأمهات حول مخاطر التشوهات بهدف تحسين فرص ولادات سليمة في المستقبل.
وتشمل الحملة تاريخ العائلة الطبي وتناول أقراص تحتوي على حامض الفوليك الذي يقلل الكحول في الجسم، والإقلاع عن التدخين، وتناول كميات متوازنة من الغذاء.
وعلى الرغم من أن بعض أنواع العيوب الخلقية قد تناقصت، فإن تقدير المؤسسة أظهر ارتفاعا في ثلاث عيوب خلقية هي الشفة الأرنبية، تشوه جدار البطن (gastroschisis)، وعيوب في العضو الذكري (hypospadias).
ولا تعرف أسباب ارتفاع بعض أنواع التشوهات الخلقية، لكن الاستخدام المستمر لفترة طويلة لبعض الأدوية والمخدرات غير الضرورية من قبل صغار الأمهات، وتناول المواد الهورمونية المشابهة للأوستروجين، يمكن أن تفسر ارتفاع عدد التشوهات.
وتشير الأبحاث إلى أن تشوهات كالشفة الأرنبية على سبيل المثال التي تتطلب عدد من العمليات لإصلاحها، قد ازدادت من 5.3 لكل عشرة آلاف عام 1995 إلى 9.2 حالة في عام 1999.
أما تشوهات الأعضاء التناسلية فقد ارتفعت من 7.5 حالة لكل عشرة آلاف إلى 8.5 حالة.
كما ارتفعت حالات تشوه جدران الأمعاء في بريطانيا وأمريكا، وهي شائعة بين صغار الأمهات أكثر من المجموعات الأخرى.
وقال البروفيسور مايكل باتون، وهو المدير الطبي لمؤسسة أبحاث العيوب الخلقية، ورئيس قسم الأجنة الطبي في مستشفى سان جورجيز بلندن، لبي بي سي أونلاين إن هناك نظريات، وليس أدلة حول أسباب ارتفاع التشوهات الخلقية التي كانت نادرة سابقا.
فقد يكون السبب هو التغيرات البيئية، وتأثيرات الهورمونات المشابهة للأوستروجين على البيئة، إلا أنه ليس هناك دراسة تشير إلى أدلة مؤكدة.
ويضيف البروفيسور باتون: “ليس هناك دليل قاطع على أن استخدام العقاقير الواسع يمكن أن يكون السبب”.
وأشار البروفيسور باتون إلى حالة تشوه في العمود الفقري (spina bifida) وقد انحسرت هذه الحالة في الولادات الحديثة بمقدار الثلثين.
ويعود السبب في ذلك إلى زيادة مستوى حامض الفوليك في الجسم، الذي بدأ الأطباء يصفونه لكل النساء الحوامل.
وتقول شيلا براون، المديرة التنفيذية في مؤسسة أبحاث التشوهات الخلقية، لبي بي سي أونلاين، “إن من الضروري أن يتعرف الزوجان على تاريخ عائلتيهما كي يتمكنوا من معالجة أي تشوهات يمكن أن تحصل لأولادهما في المستقبل.
كذلك فإن على جميع الأزواج أن يخططوا كي تكون الولادة في المستشفى بدلا من البيت حتى تكون الخبرات الطبية العاجلة متوفرة عند الحاجة إليها.
وتضيف براون: ” نحن لا نقول إن كل التشوهات ناجمة عن الكحول أو التدخين ، إلا أن الذي نقوله هو إن الآباء والأمهات، إن هم أرادوا أن يضمنوا فرصا صحية أفضل لأبنائهم فإن عليهم أن يتبعوا الإرشادات الطبية والعلمية في هذا المجال.