يحدثُ انسداد الأمعاء الغليظة عندما لا يستطيعُ الطعام أو البُراز الانتقال عبرَ الأمعاء الغليظة. وقد يكونُ الانسداد تاماً أو جُزئياً. وهناك العديد من الأسباب له، وأكثرها شُيوعاً هي الالتصاقات والفُتوق والسرَطان وأدوية مُعيّنة. وتتضمّنُ أعراضُ انسداد الأمعاء الغليظة ما يلي:
الألم أو التشنُّج البطني الشديد.
القيء.
الانتفاخ.
الأصوات المعويَّة العالية.
تَورُّم البطن.
عدم القُدرة على إخراج الغازات.
الإمساك.
انسدادُ الأمعاء الغليظة التامّ هو حالة طبيّة إسعافيّة، تحتاجُ إلى الجراحة غالباً.
مقدمة
تُساعدُ الأمعاء الغليظة، والتي تسمّى بالمِعَى الغليظ أو القولون أيضاً، الجسمَ على هَضم الطعام والسوائل. ويمكن للطعام والسوائِل والغازات أن تسدَّ الأمعاءَ الغليظة أحياناً، وهو يسمّى بانسداد الأمعاء الغليظة. قد يُسبّب انسدادُ الأمعاء الغليظة التشنُّج والغثيان والقيء والإمساك. ويحتاجُ المريضُ في حال إصابته بانسداد الأمعاء الغليظة بأن يُعالج في مرفق رعايةٍ صحية على الأرجح. تشرحُ هذه المعلوماتُ الصحية انسداد الأمعاء الغليظة، وهي تَتناولُ أعراض وأسباب هذا الاضطراب، وتشرحُ كيفية تشخيص وعلاج انسداد الأمعاء الغليظة.
السبيل الهَضمي
يتألّفُ السبيلُ الهضمي من أعضاء يمرُّ عبرها الطعام والسوائل. والأمعاء الغليظة، التي تُعرَفُ كذلك باسم القولون أو المِعَى الغليظ، هي جُزءٌ من السبيل الهَضمي. يمرُّ الطعامُ المُبتلع عبرَ المريء، وهو أنبوب التغذية، ثمّ يمرُّ عبرَ المعدة، حيثُ يُهضَمُ جُزئياً. ينتقلُ الطعامُ المَهضوم من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة. وتصلُ الألياف والطعام المهضوم في آخر الأمر إلى الأمعاء الغليظة، أو القولون، حيثُ تُمتصُّ باقي المواد الغذائيّة، ويتكوَّنُ البراز. الوظيفَة الرئيسيَّة للأمعاء الغليظة هي امتصاصُ الماء، وباقي المواد الغذائيّة والأملاح والمعادن الأخرى. ويتحوّلُ ما تبقى إلى فضلات، أو براز. يُخزَّن البرازُ في الجُزء الأخير من الأمعاء الغليظة قبلَ أن يُغادر الجسم كفضلات. ويتألفُ هذا الجُزء من الأمعاء الغليظة من القولون السيني والمُستقيم. ويُغادرُ البرازُ الجسمَ عن طريق الشَّرج. يندفعُ الطعامُ على طول السبيل الهضمي بواسطة عَضلاتٍ خاصّة في جدران الأمعاء.
الأعراض
العَرَضُ الأكثر شُيوعاً في انسداد الأمعاء الغليظة هو الألم البطني، والذي قد يكون كليلاً وخفيفاً، أو قد يشعرُ المريض به على شكل تَشنُّج حاد. يستمرُّ التشنُّج الشديد لنحو 5 إلى 15 دقيقة عادةً. قد يُسبّبُ انسدادُ الأمعاء الغليظة الإمساك، أي أنَّ إخراج البراز يكون صَعباً. وقد يكونُ المريضُ غير قادرٍ على التبرُّز أو إخراج الغازات. كما قد يُسبّب انسداد الأمعاء الغليظة ما يلي:
تورُّم البطن.
نقص الشهيَّة.
إسهال.
غثيان أو قيء.
قد يَترافق انسدادُ الأمعاء الغليظة أحياناً مع نَزف شَرجي. قد يتسبَّب انسدادُ الأمعاء الغليظة في حال تركهِ دون علاج بموت نسيج الأمعاء. وهذا قد يُؤدِّي إلى العدوى وتمزُّق جدار الأمعاء.
الأسباب
قد يَحدثُ انسدادُ الأمعاء الغليظة عند انحصار الأمعاء الغليظة، أو عندما لا تعمل العضلات المعويّة كما يجب. قد يحدث انحصار الأمعاء الغليظة بسبب:
سَرطان القولون.
التهاب الرَّتج.
التهاب أو تَندُّب.
يحدثُ الانحصارُ عندما تنفتلُ الأمعاء وتمنعُ الفضَلات والطعام المهضوم من المرور. كما قد يحدثُ انسدادُ الأمعاء الغليظة عندما لا تتقلّص العضلات في الأمعاء الغليظة. وهذا قد يبطئ أو يُوقف حركةَ الطعام عبر الأمعاء. قد تحدثُ مشاكلُ عضلات الأمعاء بسبب:
أدوية مُعيّنة، مثل مُضادات الاكتئاب والأدوية المُسكنة.
العدوى.
الجراحة.
التشخيص
سوف يسألُ مقدم الرعاية الصحية عن الأعراض عندَ المريض، كما سيجري فحصاً جسدياً، ويسألُ عن التاريخ الطبي الشخصي والعائلي. وقد يختارُ مقدِّمُ الرعاية الصحية أخذ صورة بالأشعة السينية للبطن، والتي قد تظهر احتباسَ الغازات أو البراز في البطن بسبب وجود انسداد. وإذا لم تكن صورة الأشعة السينية مفيدةً، فقد يجري مُقدم الرعاية الصحية تصويراً مقطعياً محوسباً. كما يمكنُ تشخيصُ انسداد الأمعاء الغليظة باللجوء لتنظير القولون، وهو يستخدمُ أنبوباً رفيعاً مُزوداً بضوء لإظهار باطن القولون، أو الأمعاء الغليظة. يُدخلُ الأنبوبَ إلى الأمعاء الغليظة عبرَ المُستقيم، ويسمحُ المِنظار في نهاية الأنبوب بإظهار صور لباطن الأمعاء الغليظة على شاشة الفيديو. وسيتحقَّق مقدِّم الرعاية الصحية من وجود علامات الانسداد والاضطرابات الأخرى.
العلاج
يُعالجُ انسدادَ الأمعاء الغليظة في أحد مرافق الرعاية الصحية غالباً. ويعتمدُ نوع المعالجة على نوع الانسداد الموجود لدى المريض. لن يكونَ المريضُ قادراً على الأكل أو الشرب عندَ مُعالجة انسداد الأمعاء الغليظة. وستُعطى له السوائِل عن طريق خطٍّ وريدي، أي عبرَ أحد الأوردة. قد يُركبُ للمريض قِثطارٌ لتفريغ البول. يُدخلُ أنبوب أنفيً مَعدي عن طريق الأنف إلى المعدة، وهو يفيدُ في تصريف الغازات والسوائِل التي قد تتراكمُ بسببِ الانسداد. قد لا يحتاجُ المريضُ إلى علاجٍ إضافي إذا لم تنسد الأمعاء إلا جُزئياً، وقد يُعطى نظاماً غذائياً سائلاً أو فقيراً بالألياف إلى أن يَشفى الانسداد. قد يَحتاجُ المريضُ إلى الجراحة لعلاج الانسداد التام، وبمقدور الجراحة أن:
تُصلحَ انفتال الأمعاء.
تزيل الورم أو الالتصاق.
تُصلح الفَتق.
يمكن استخدامُ دِعامة في حالاتٍ نادرة لعلاج الانسداد. والدعامَةُ هي جهاز شَبكي معدني يُوضع في الأمعاء لإبقائها سالكَة، وتُستخدم الدعامات إذا كان المريضُ مُعتلاً بشدَّة، بحيث لا يمكن أن يخضع للجراحة. تشفى مشاكِلُ العضلات المعويّة لوحدها غالباً. وقد يُعطي مقدم الرعاية الصحيَّة أدويةً للمريض لمساعدة عضلاته على التقلص.
الخلاصة
تُساعدُ الأمعاءُ الغليظة، والتي تُعرف باسم المِعى الغليظ أو القولون، الجسمَ على هَضم الطعام والسوائل. ويمكن للطعام والسوائِل والغازات أن تسدَّ الأمعاءَ الغليظة أحياناً ، ونطلق على هذا اسم انسداد الأمعاء الغليظة. العَرَضُ الأكثر شُيوعاً في انسداد الأمعاء الغليظة هو الألم البطني، والذي قد يكون كليلاً وخفيفاً، أو قد يشعرُ المريض به على شكل تَشنُّج حاد. ويستمرُّ التشنُّج أو المغص الشديد لنحو 5 إلى 15 دقيقة عادةً. قد يحدثُ انسدادُ الأمعاء الغليظة عند انحصار الأمعاء، أو عندما لا تعملُ عضلات الأمعاء كما يجب. يُعالجُ انسدادَ الأمعاء الغليظة في أحد مرافق الرعاية الصحية غالباً. ويعتمدُ نوع المعالجة على نوع الانسداد الموجود لدى المريض.
المصدر: موسوعة الملك عبدالله الطبية
وهنا مقال تفصيلي باللغة الانجليزية
https://www.nlm.nih.gov/medlineplus/ency/article/000260.htm